ولما كان هذا الإسراع على هذا الوجه لا ينبغي أن يكون إلا{[68465]} فيما يتحقق أنه مسعد ، ومع تحقق أنه مسعد لا ينبغي {[68466]}أن يكون إلا{[68467]} فيما تحصل به السعادة الأبدية ؛ قال منبهاً على ذلك منكراً أن يكون لهم ما كان ينبغي ألا يكون فعلهم ذلك إلا له{[68468]} مع أنه{[68469]} كان من جملة استهزائهم إذا تحلقوا لسماع ما يقرأ أن يقولوا : إن كان {[68470]}ما يقول حقاً{[68471]} من أمر البعث{[68472]} والجنة{[68473]} لنكونن أسعد بها منهم كما أنا أسعد منهم{[68474]} في هذه الدار كما قال تعالى حاكياً{[68475]} عنهم في قوله :{ ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى }[ فصلت : 50 ] وذلك أنه كثيراً ما يأتي الغلط من أن{[68476]} الإنسان يكون في خير في الدنيا فيظن أن ذلك مانع له من النار لأنه{[68477]} خير في نفس الأمر ، أو يظن أن إمهاله وهو على الباطل رضي به ، ولا يدري أنه{[68478]} لا يضجر ويقلق ويعجل إلا من يخاف الفوت ، أو يكون شيء بغير إرادته : { أيطمع } أي بهذا الإتيان ، وعبر بالطمع إشارة إلى أنهم بلغوا الغاية في السفه لكونهم طلبوا{[68479]} أعز الأشياء من غير سبب تعاطوه له .
ولما كان إتيانهم على هيئة التفرق من غير انتظار جماعة لجماعة{[68480]} قال : { كل امرىء منهم } أي على انفراده{[68481]} ، ولما كان المحبوب دخول الجنة {[68482]}لا كونه{[68483]} من مدخل معين ، قال بانياً للمفعول : { أن يدخل } أي بالإهطاع وهو كافر من غير إيمان يزكيه كما يدخل المسلم فيستوي المسيء والمحسن { جنة نعيم * } أي لا شيء فيها غير النعيم في كل ما فيها على تقدير ضبطه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.