نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ} (23)

ولذلك وصفهم بما يبين عراقتهم في الوصف لها فقال : { الذين هم } أي بكلية ضمائرهم وظواهرهم { على صلاتهم } أي التي هي معظم دينهم وهي النافعة لهم لا لغيرهم - بما أفادته الإضافة ، والمراد الجنس الشامل لجميع الأنواع إلا أن معظم المقصود الفرض ، ولذلك{[68370]} عبر بالاسم{[68371]} الدال على الثبات في قوله : { دائمون * } أي لا فتور لهم عنها{[68372]} ولا انفكاك لهم منها بل يلازمونها{[68373]} ملازمة يحكم بسببها أنها في حال الفراغ منه نصب أعينهم بدوام الذكر لها والتهيئ لأدائها لأنها صلتهم بمعبودهم{[68374]} الذي لا خير عندهم إلا منه ، فلم يكونوا ناسين لمساوئهم ولا آسين بمحاسنهم ، وكفى بالصلاة بركة في دلالتها على النجاة من هذا الوصف الموجب لأسباب النار ، وهي عبادة ذات شروط وأركان وأبعاض وهيئات وسنن{[68375]} وآداب مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم ، وهي منقسمة إلى ذات ركوع وسجود ، وإلى ذات سجود بلا ركوع كسجدة الشكر والتلاوة ، وإلى ما{[68376]} لا ركوع فيها ولا سجود كصلاة الجنازة .


[68370]:- زيد من ظ وم.
[68371]:- من ظ وم، وفي الأصل: الدابت.
[68372]:- من ظ وم، وفي الأصل: عليها.
[68373]:- من ظ وم، وفي الأصل: يلازمون.
[68374]:- من ظ وم، وفي الأصل: ومعبودهم.
[68375]:- زيد من ظ وم.
[68376]:- في الأصل بياض ملأناه من ظ وم.