ولما كان الإنسان يجري{[70348]} على ما {[70349]}في طبعه{[70350]} من النقائص فيغفل عما خلق له فتتراكم عليه ظلماته فيبعد عن علم ذلك إما بجهل بالحكمة أو بجهل بالقدرة ، رحمه{[70351]} سبحانه {[70352]}بإعادة البرهان{[70353]} على المعاد بأمر يجمع {[70354]}القدرة والحكمة{[70355]} ، وذلك أنه لا يجوز في عقل عاقل أن صانعاً يصنع شيئاً ويتركه ضياعاً وهو حكيم أو حاكم فكيف بأحكم الحكماء و{[70356]} الحاكمين فقال منكراً عليه ظنه أنه يهمله سبحانه مع علمه بصنائعه{[70357]} المحكمة {[70358]}فيه ، مقرراً{[70359]} أحوال بدايته التي لا يسوغ معها إنكار إعادته لأنها أدل دليل على أنه لا مانع منها أصلاً ، حاذفاً نون الكون إعلاماً بأن{[70360]} الأمر في هذه النتيجة العظمى ضاق عن أقل شيء يمكن الاستغناء عنه كراهية التمادي من الموعوظ على ما وعظ لأجله فيحصل له الهلاك ، وإشارة إلى مهانة أصله وحقارته : { ألم يك } أي الإنسان { نطفة } أي شيئاً يسيراً جداً { من مني } أي ماء من صلب الرجل وترائب المرأة مقصود ومقدر من الله للابتلاء{[70361]} والاختبار مثاله المنية التي هي الموت { تمنى } أي سبب الله للإنسان المعالجة{[70362]} في إخراجها بما ركب فيه من الشهوة{[70363]} وجعل له من الروح التي يسرها لقضاء وطره منها حتى أن وقت صبها في الرحم انصبت-{[70364]} منه{[70365]} بغير اختياره حتى كأنه لا فعل له فيها{[70366]} أصلاً ، ولذلك بنى الفعل لما لم يسم فاعله ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.