نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ صَبّٗا} (25)

ولما كان المقصود النظر إلى صنائع الله تعالى فيه . وكانت أفعال الإنسان وأقواله في تكذيبه بالبعث أفعال من ينكر ذلك الصنع ، قال سبحانه مفصلاً لما يشترك في علمه الخاص والعام من صنائعه في الطعام ، مؤكداً تنبيهاً على أن التكذيب بالبعث يستلزم التكذيب بإبداع النبات وإعادته ، وذلك في أسلوب مبين أن الإنسان محتاج إلى جميع ما في الوجود ، ولو نقص منه شيء اختل أمره ، وبدأ أولاً بالسماوي لأنه أشرف ، وبالماء الذي هو حياة كل شيء ، تنبيهاً له على ابتداء خلقه : { أنّا } أي على ما لنا من العظمة { صببنا الماء } أي الذي جعلنا منه كل شيء حي { صباً * }