نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (93)

ولما نفى السبيل عمن وصفه{[37079]} كر على ذم من انتفى عنه هذا الوصف فقال تعالى : { إنما السبيل } أي{[37080]} باللوم وغيره { على الذين يستأذنونك } أي يطلبون إذنك في التخلف عنك راغبين فيه { وهم أغنياء } أي فلا عذر لهم في التخلف عنك وعدم مواساتك ، وتضمن قوله تعالى مستأنفاً : { رضوا بأن يكونوا } أي كوناً كأنه جبلة لهم{[37081]} { مع الخوالف } انتفاء{[37082]} الضعف والمرض عنهم من حيث إنه علل فعلهم برضاهم بالتخلف فأفهم ذلك أنه لا علة لهم سواه ، وأفهم أيضاً أن كل من كان كذلك كان مثلهم ولو أنه ضعيف أو مريض ، وكرر ذكر الخوالف تكريراً لعيبهم برضاهم بالكون في عداد{[37083]} النساء إذ{[37084]} كان ذلك من أعظم المعايب عند العرب ، وسمى الفاعل للطبع حيث حذفه من الأولى : ولما ذكره ، عظم الأمر فاقتضى ذلك عظم الطبع فنفى مطلق العلم فقال عاطفاً على " رضوا " : { وطبع الله } أي الذي له القدرة الكاملة{[37085]} والعلم المحيط { {[37086]}على قلوبهم{[37087]} } ثم سبب عن{[37088]} ذلك الرضى والطبع قوله : { فهم لا يعلمون* } أي لا علم لهم فلذلك جهلوا{[37089]} ما في الجهاد من منافع الدارين لهم فلذلك رضوا بما {[37090]}لا يرضى{[37091]} به عاقل ، وهو أبلغ من نفي الفقه في الأولى ، وزاد المناسبة حسناً ضم الأعراب في هذه الآيات إلى أهل الحاضرة وهم بعيدون من الفقه جديرون بعدم{[37092]} العلم .


[37079]:من ظ، وفي الأصل: وصف.
[37080]:سقط من ظ.
[37081]:سقط من ظ.
[37082]:من ظ، وفي الأصل: انتفى.
[37083]:في ظ: عدد.
[37084]:من ظ، وفي الأصل: إذا.
[37085]:سقط من ظ.
[37086]:تأخر في الأصل عن "والطبع قوله" والترتيب من ظ.
[37087]:تأخر في الأصل عن "والطبع قوله" والترتيب من ظ.
[37088]:سقط من ظ.
[37089]:في ظ: حملوا.
[37090]:في ظ: لم يرض.
[37091]:في ظ: لم يرض.
[37092]:في ظ: بعلم.