فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (93)

ثم ذكر الله سبحانه من عليه السبيل من المتخلفين فقال { إنما السبيل } أي طريق العقوبة والمؤاخذة وهي الأعمال السيئة ، وأتى بإنما للمبالغة في التوكيد لا للحصر ، قال السفاقسي : وليس ثم ما يمنع أن تكون للحصر .

{ على الذين يستأذنونك } في التخلف عن الغزو { وهم } أي والحال أنهم { أغنياء } يجدون ما يحملهم وما يتجهزون به { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } وهم النساء والصبيان ، والجملة مستأنفة كأنه قيل ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء ، فقيل رضوا أي بالدناءة والضعة والانتظام فيهم وإليه مال الزمخشري ، وقيل إنه في محل نصب على الحال وقد مقدرة . قاله الكرخي .

{ وطبع على قلوبهم } معطوفة على رضوا أن سبب الاستئذان مع الغنى أمران { أحدهما } الرضا بالصفقة الخاسرة وهي أن يكونوا مع الخوالف { والثاني } الطبع من الله على قلوبهم { فهم } بسبب هذا الطبع { لا يعلمون } ما فيه الربح لهم حتى يختاروه على ما فيه الخسر . عن مجاهد قال : هي في المنافقين ، قال السيوطي ؛ وقد تقدم مثله اه .

قال في الجمل : لكن مع نوع اختلاف في الألفاظ كما لا يخفى .