فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (93)

ثم ذكر الله سبحانه من عليه السبيل من المتخلفين فقال : { إِنَّمَا السبيل } أي : طريق العقوبة والمؤاخذة { عَلَى الذين يَسْتَأْذِنُونَك } في التخلف عن الغزو ، { و } الحال أن{ هم أَغْنِيَاء } أي : يجدون ما يحملهم وما يتجهزون به ، وجملة : { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف } مستأنفة كأنه قيل : ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء . وقد تقدّم تفسير الخوالف قريباً . وجملة : { وَطَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ } معطوفة على { رَضُواْ } أي : سبب الاستئذان مع الغنى أمران : أحدهما : الرضا بالصفقة الخاسرة ، وهي أن يكونوا مع الخوالف ، والثاني : الطبع من الله على قلوبهم { فَهُمُ } بسبب هذا الطبع { لاَّ يَعْلَمُونَ } ما فيه الربح لهم ، حتى يختاروه على ما فيه الخسر .

/خ93