قولُه تعالى : { رَضُواْ } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه مستأنفٌ كأنه قال قائل : ما بالُهم استأذنوا في القعود وهم قادرون على الجهاد ؟ فَأُجيب بقوله " رَضُوا بأن يكونوا مع الخوالِفِ " . وإليه مال الزمخشري . والثاني : أنه في محل نصبٍ على الحال و " قد " مقدرةٌ في قوله [ " رَضُوا " ] .
وقوله : { وَطُبَعَ } نسقٌ على " رضُوا " تنبيهاً على أن السببَ في تخلُّفهم رضاهم بقعودهم وطَبْعُ الله على قلوبهم .
وقوله { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلى } فأتى ب " على " وإن كان قد يَصِل ب " إلى " لفَرْقٍ ذكروه : وهو أنَّ " على " تدل على الاستعلاء وقلة مَنَعَة مَنْ تدخل عليه نحو : لي سبيل عليك ، ولا سبيلَ لي عليك ، بخلافِ " إلى " . فإذا قلت : " لا سبيل عليك " فهو مغايرٌ لقولِك : لا سبيلَ إليك . ومن مجيء " إلى " معه ، قوله :
2533 ألا ليت شِعْري هل إلى أمِّ سالمٍ *** سبيلٌ فأمَّا الصبرُ عنها فلا صبرا
2534 هل من سبيلٍ إلى خَمْرٍ فأشربَها *** أم من سبيل إلى نَصْرِ بن حَجَّاجِ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.