{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ . . . }
وفي الآية [ 151 ] توضيح للمهمة التي حملها الله تعالى لرسوله بالنسبة لأتباعه ، وتنويه بها بأسلوب قوي نافذ . فالله قد أمره أن يتلو عليهم آياته ويفهمهم ما في كتابه ويطهر نفوسهم وقلوبهم بتعليمه وإرشاده وسنته . ويعلمهم ما فيه الحكمة أي الصواب والسداد والخير والحق في سلوكهم وتصرفهم وسائر شؤونهم .
وقد انطوى في هذا إيجاب إيماني بتلقي كل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم والسير وفاقه . ويكون ما يلقيه النبي صلى الله عليه وسلم من كل ذلك جزءاً لا يتجزأ عن رسالته التي يجب على كل مؤمن أن لا ينحرف عنها .
ولقد أوردنا في التعليق الذي علقنا به على الآية [ 44 ] من سورة النحل الآيات القرآنية التي توجب اتباع الرسول وطاعته ، وتقرر أن سننه الفعلية والقولية هي مرجع المسلمين الثاني بعد القرآن في جميع شؤونهم الدينية والدنيوية كما شرحنا فيه جهود رجال الحديث الأولين رحمهم الله في تتبع هذه السنن وتمحيصها وتدوينها وضوابط الصحيح منها ، وما فيها من رائع التعليم والبيان والتلقين والهدى والحكمة والسداد المتساوقة مع مبادئ القرآن وتلقيناته والمتممة لها . والموقف الذي يجب على المسلم أن يقفه تجاه ما لا يدركه عقله منها إذا لم يتناقض مع تلك الضوابط ، وهذه المبادئ والتلقينات فنكتفي بهذا التنبيه دون التكرار .
هذا وبمناسبة ورود جملة { رَسُولاً مِّنكُمْ } في الآيات نذكر أن مثل هذه الجملة ورد في الآية [ 112 ] من سورة النحل أيضا وعلقنا عليها ، وأوردنا ما روي وقيل في مداها فنكتفي كذلك بهذا التنبيه دون التكرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.