بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ} (151)

قوله تعالى : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ } ، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتنا } أي القرآن وقوله : { مّنكُمْ } أي من العرب . ويقال : آدمي مثلكم لأنه لو كان من الملائكة لا يستطيعون النظر إليه ، فأرسل آدمياً مثلكم يتلو عليكم القرآن { وَيُزَكِيكُمْ } . قال الكلبي : ويصلحكم بالزكاة . وقال مقاتل : يطهركم من الشرك والكفر . وقال الزجاج :{ ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } وقال الزجاج : خاطب به العرب أنه بعث رسولاً منكم ، وأنتم كنتم أهل الجاهلية لا تعلمون الكتاب والحكمة ، فكما أنعمت عليكم بالرسالة فاذكروني بالتوحيد . ويقال قوله : { كما } وصل بما قبله ومعناه : ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم . ويقال : وصل بما بعده ، ومعناه : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آياتنا وَيُزَكِيكُمْ } . { وَيُعَلّمُكُمُ الكتاب والحكمة وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } فاعرفوا هذه النعمة .