فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ} (151)

{ كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون } .

{ كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب } التشبيه واقع على أن النعمة في القبلة كالنعمة في الرسالة وقيل معنى الكلام على التقديم والتأخير أي فاذكرني كما أرسلنا ، قاله الزجاج وقيل غير ذلك والتعبير بصيغة التكلم الدالة على العظمة بعد التعبير بالصيغة التي لا دلالة لها عليها من قبيل التفنن وجريا على سنن الكبراء ، وفيكم خطاب لأهل مكة والعرب وكذا قوله منكم ، وفي إرساله رسولا منهم نعمة عظيمة عليهم لما فيه من الشرف لهم ، ، ولأن المعروف من حال العرب الأنفة الشديدة من الانقياد للغير ، فكان بعثة الرسول منهم وفيهم أقرب إلى قبول قوله والانقياد له ، والرسول هو محمد صلى الله عليه وسلم وآيات القرآن وذلك من أعظم النعم لأنه معجزة باقية على الدهر ، والتزكية التطهير من دنس الشرك والذنوب ، وقيل محاسن الأعمال ومكارم الأفعال ، والحكمة هي السنة المطهرة والفقه في الدين .

{ ويعلمكم } من أخبار الأمم الماضية والقرون الخالية وقصص الأنبياء والخبر عن الحوادث المستقبلة { ما لم تكونوا تعلمون } ذلك قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وتستقلون بعلمه بعقولكم .