التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{الٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة لقمان

في السورة تنويه بالمؤمنين المحسنين وتقريع للكافرين المعطلين المستكبرين . وحكاية لبعض أقوالهم . وردود مفحمة عليهم وإشارة إلى لقمان وحكمته وجملة من مواعظه لابنه على سبيل ضرب المثل والحث على كريم الأخلاق والمبادئ . واستدراك في صدد طاعة الوالدين وتنويه بعظمة الله وسوابغ نعمه على الناس . وحث على الاستجابة إلى الدعوة وعدم إضاعة الفرصة . وتنديد بتمسك المشركين بتقاليد الآباء رغم سخفها وبطلها .

وأسلوب السورة وترابط فصولها يسوغان القول إنها نزلت دفعة واحدة أو فصولا متتابعة .

وقد روى المصحف الذي اعتمدنا عليه أن الآيات [ 27 – 29 ] مدنية والرواية تتحمل التوقف لانسجام الآيات وتواثقها مع سائر الآيات السابقة واللاحقة لها .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الم ( 1 ) تلك آيات الكتاب الحكيم ( 2 ) هدى ورحمة للمحسنين ( 1 )( 3 ) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ( 4 ) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 ) } [ 1 -5 ] .

بدأت السورة بحروف الألف ، واللام ، والميم ، لاسترعاء السمع والذهن لما بعدها . وأعقبها إشارة تنويهية إلى آيات الكتاب المحكم في أسلوبه وأهدافه وعظاته ، الذي فيه الهدى والرحمة لمن حسنت نيتهم وأعمالهم ، التي منها إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والإيمان اليقيني بحقيقة الحياة الأخروية وما وعد الله فيها .

فهؤلاء هم على هدى الله وهم الناجحون الفائزون .

وصيغة الآية الخامسة تنطوي كما هو المتبادر على التنويه بشأن الذين تحققوا بالصفات الثلاثة التي جمعت الآية الرابعة بينها ، وينطوي فيها بطبيعة الحال حث على التحقق بها ، وروح الآية الثالثة ومضمونها يلهمان تقرير كون الذين ينتفعون بآيات الكتاب ويكون لهم فيها هدى ورحمة هم ذوي القلوب السليمة والروح الطيبة الراغبة في الحق والخير والهدى . ولقد نبهنا إلى ما في التنويه بالمحسنين من مقصد جليل في تعليق كتبناه على الكلمة في سورة المرسلات التي سبق تفسيرها . وهذا المقصد الجليل بارز في هذه الآيات بروزا قويا كما هو المتبادر .