في السورة تنويه بالمؤمنين المحسنين وتقريع للكافرين المعطلين المستكبرين . وحكاية لبعض أقوالهم . وردود مفحمة عليهم وإشارة إلى لقمان وحكمته وجملة من مواعظه لابنه على سبيل ضرب المثل والحث على كريم الأخلاق والمبادئ . واستدراك في صدد طاعة الوالدين وتنويه بعظمة الله وسوابغ نعمه على الناس . وحث على الاستجابة إلى الدعوة وعدم إضاعة الفرصة . وتنديد بتمسك المشركين بتقاليد الآباء رغم سخفها وبطلها .
وأسلوب السورة وترابط فصولها يسوغان القول إنها نزلت دفعة واحدة أو فصولا متتابعة .
وقد روى المصحف الذي اعتمدنا عليه أن الآيات [ 27 – 29 ] مدنية والرواية تتحمل التوقف لانسجام الآيات وتواثقها مع سائر الآيات السابقة واللاحقة لها .
{ الم ( 1 ) تلك آيات الكتاب الحكيم ( 2 ) هدى ورحمة للمحسنين ( 1 )( 3 ) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ( 4 ) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 ) } [ 1 -5 ] .
بدأت السورة بحروف الألف ، واللام ، والميم ، لاسترعاء السمع والذهن لما بعدها . وأعقبها إشارة تنويهية إلى آيات الكتاب المحكم في أسلوبه وأهدافه وعظاته ، الذي فيه الهدى والرحمة لمن حسنت نيتهم وأعمالهم ، التي منها إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والإيمان اليقيني بحقيقة الحياة الأخروية وما وعد الله فيها .
فهؤلاء هم على هدى الله وهم الناجحون الفائزون .
وصيغة الآية الخامسة تنطوي كما هو المتبادر على التنويه بشأن الذين تحققوا بالصفات الثلاثة التي جمعت الآية الرابعة بينها ، وينطوي فيها بطبيعة الحال حث على التحقق بها ، وروح الآية الثالثة ومضمونها يلهمان تقرير كون الذين ينتفعون بآيات الكتاب ويكون لهم فيها هدى ورحمة هم ذوي القلوب السليمة والروح الطيبة الراغبة في الحق والخير والهدى . ولقد نبهنا إلى ما في التنويه بالمحسنين من مقصد جليل في تعليق كتبناه على الكلمة في سورة المرسلات التي سبق تفسيرها . وهذا المقصد الجليل بارز في هذه الآيات بروزا قويا كما هو المتبادر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.