التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ} (34)

/خ33

تعليق على آية

{ إن الله عنده علم الساعة }

الخ وحديث مفاتيح الغيب

ولقد أورد المفسرون{[1632]} في مناسبة الآية الأخيرة حديثا نبويا عن ابن عمر جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : مفاتيح الغيب خمس ثم تلا الآية . وأوردوا {[1633]} كذك حديثا آخر عن ابن عمر أيضا جاء فيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، فلا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ، ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت .

والحديث الأول مما أخرجه البخاري {[1634]} ، ونحن في حيرة من ذلك ؛ لأن بدء كل من الحديثين يفيد الحصر ، ويعني أن الأمور الخمس هن مفاتح الغيب مع أنهن لسن كل ما يغيب عن الناس علمه ، ثم إن جملة { وينزل الغيث } في الآية لا تعني أنه لا يعلم وقت نزول الغيث إلا الله ، والله أعلم .


[1632]:انظر تفسير الآية في تفسير الطبري والبغوي وابن كثير والخازن. وفي هذه الكتب صيغ لأحاديث أخرى من هذا الباب أيضا لم ترد في كتب الصحاح.
[1633]:المصدر نفسه.
[1634]:التاج جـ 4 ص 181.