إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{الٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وقيل : { إلا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة } فإن وجوبهما بالمدينة وهو ضعيف لأنه ينافي شرعيتهما بمكة وقيل إلا ثلاثاً من قوله : { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام } وهى أربع وثلاثون آية

{ الم تِلْكَ آيات الكتاب } سلفَ بيانُه في نظائرِه { الحكيم } أي ذي الحكمةِ لاشتماله عليها أو هو وصفٌ له بنعته تعالى أو أصلُه الحكيمُ منزلُه أو قائلُه فحُذفَ المضافُ وأُقيمَ المضافُ إليهِ مُقامَه فانقلبَ مرفُوعاً فاستكنَّ في الصِّفةِ المُشبَّهةِ . وقيل الحكيمُ فعيلٌ بمعنى مُفْعَلٍ كما قالُوا أعقدتُ اللَّبنَ فهو عَقِيدٌ أي مُعْقَدٌ وهو قليلٌ وقيلَ بمعنى فاعلٍ