جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الفيل مكية

وهي خمس آيات .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ ألم تر } يا محمد ، جعل مشاهدة آثارها وسماع أخبارها بمنزلة الرؤية { كيف فعل } نصب كيف بفعل { ربك بأصحاب{[5461]} الفيل } .


[5461]:أخرج ابن المنذر، والحاكم وصححه، وأبو نعيم والبيهقي، عن ابن عباس قال: أقبل أصحاب الفيل، حتى إذا دنو من مكة استقبلهم عبد المطلب، فقال لملكهم: ما جاء بك إلينا ألا بعثت فنأتيك بكل شيء أردت، فقال: أخبرت بهذا البيت الذي لا يدخله أحد إلا أمن، فجئت أخيف أهله، فقال: إنا نأتيك بكل شيء تريد، فارجع، فأبى إلا أن يدخله، وانطلق يسير نحوه، وتخلف عبد المطلب، فقام على جبل فقال: لا أشهد مهلك هذا البيت وأهله، ثم قال: اللهم إن لكل إله حلالا *** فامنع حلالك لا يغلبن محالهم اللهم فإن فعلت فأمر ما بدا لك فأقبلت مثل السحابة نحو البحر، حتى أظلتهم طيرا أبابيل التي قال الله:"ترميهم بحجارة من سجيل"، فجعل الفيل يعج عجا، فجعلهم كعصف مأكول/12، وفي الكبير رجع عبد المطلب وأتى البيت، وأخذ بحلقته، وهو يقول: لا هم إن المرء يمنع *** له فامنع حلالك وانصرنا على آل الصليب *** وعابديه اليوم آلك لا يغلبن صليبهم *** ومحالهم عدوا محالك إن كنت تاركهم وكعبتنا *** فأمر ما بدا لك ويقول: يا رب لا أرجو لهم سواك *** يا رب فامنع عنهم حماكا فالتفت وهو يدعو، فإذا هو بطير من نحو اليمين، فقال: والله إنها لطير غريبة، ما هي بنجدية ولا تهامية، إلى آخر القصة/12.