جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

{ فجعلهم كعصف } : ورق زرع { مأكول } : أكلته الدواب وراثته ، أو وقع فيه الأكال ، وهو أن يأكله الدود ، وقصته أن ملك اليمن أبرهة بنى كنيسة ، وأراد صرف الحج إليها ، فقصدها بعض قريش ، وأحدث فيها ، فلما رأى السدنة ذلك الحدث ، أخبروا الملك بأن ليس هذا إلا من قريش غضبا لبيتهم ، فتوجه الملك لتخريب الكعبة انتقاما ، ومعه فيل عظيم اسمه محمود ، وقيل : معه فيلة أخرى ، فلما وصلوا قرب مكة تهيئوا للدخول ، أرسل الله طيرا من البحر ، أمثال الخطاطيف ، مع كل في منقاره ورجليه ثلاثة أحجار ، أصغر من حمصة ، فرمتهم ، فإن وقع الحجر على رأس رجل خرج من دبره ، فهلكوا على بكرة أبيهم .

والحمد لله رب العالمين