جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (7)

{ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } كأيام الدنيا أو كل يوم كألف سنة ، { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء{[2247]} } والماء على متن الريح وروى الترمذي وابن ماجه " أن الله كان في عماء{[2248]} ما تحته هواء{[2249]} وما فوقه هواء ثم خلق{[2250]} العرش بعد ذلك{[2251]} " ، { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أي : خلق ذلك ليعاملكم معاملة المختبر لأحوالكم كيف تعملون فعلم أن خلق العالم لنفع عباده وإحسان العبادة أن تكون خالصة لله وعلى شريعة شرعها الله تعالى ، { وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ، أي : ما البعث أو القرآن المتضمن لذكره إلا خديعة كالسحر الباطل .


[2247]:عن ابن عباس أنه سئل على أي شيء كان الماء، قال: على متن الريح./ معالم.
[2248]:قال أحمد: يريد بالعماء أنه ليس معه شيء، وقال البيهقي: إن كان العماء ممدود فمعناه سحاب رقيق والمعنى فوق سحاب مدبرا له وعاليا له، وإن كان مقصورا فمعناه لا شيء ثابت؛ لأنه عمي عن الخلق لكونه غير شيء ونحوه قال جمع من أهل العلم، قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولا نكيف صفته / 12 فتح ملخصا.
[2249]:قال تعالى: "وأفئدتهم هواء" (إبراهيم: 43)، أي: خالية، ومنه سمي ما بين السماء والأرض هواء لخلوه/ كذا في المعالم.
[2250]:وهذا دال على أن العرش والماء كانا مخلوقين فبل /12 وجيز.
[2251]:ضعيف أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وانظر ضعيف ابن ماجه.