بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (7)

قوله تعالى : { وَهُوَ الذى خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } قال ابن عباس يعني : من أيام الآخرة . وقال الحسن : من أيام الدنيا { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الماء } قبل خلق السموات والأرض ، لأنه لم يكن تحته شيء ، سوى الماء . قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ، قال : حدثنا فارس بن مردويه ، قال : حدثنا محمد بن الفضل ، قال : حدثنا أبو مطيع ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وبين الكرسي وبين الماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش ، بِعُلِوِّهِ وقدرته يعلم ما أنتم فيه .

وروى أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أنس ، قال : كان عرشه على الماء ، فلمَّا خلق الله تعالى السموات والأرض ، قسم ذلك الماء قسمين .

فجعل نصفه تحت العرش وهو البحر المسجور ، وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى ، وهو مكتوب في الكتاب الأول ، ويسمى اليم .

وعن سعيد بن جبير ، قال : سئل ابن عباس عن قول الله تعالى : { وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الماء } على أي شيء كان الماء ؟ قال : على متن الريح . ويقال { كان عرشه على الماء } ، يعني : فوق الماء كقولك السماء فوق الأرض ، لا أنه ملتزق بالماء .

{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } يعني : ليختبركم { أيكم أحسن عملا } أي أخلص عملاً ، وأزهد في الدنيا . والاختبار من الله تعالى ، هو إظهار ما يعلم من خلقه . ثم قال : { وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الموت } يعني : يوم القيامة { لَّيَقُولَنَّ الذين كَفَرُواْ } يعني : أهل مكة { إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ما هذا إلا كذب بين حيث يخبرنا أنه يكون البعث . قرأ حمزة ، والكسائي : { ساحر * مُّبِينٌ } بالألف ، وقرأ الباقون { سِحْرٌ مُّبِينٌ } بغير ألف .