جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ} (12)

{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ } تترك تبليغ بعض القرآن وهو ما فيه سب آلهتهم وطعن دينهم مخافة سخريتهم وسبهم وزيادة انهماكهم في الكفر عصمه الله تعالى عن الخيانة في الوحي ونبهه ، { وَضَائِقٌ } الضائق بمعنى الضيق ، إلا أن الضائق يكون لضيق عارض غير لازم كزيد سيد وعمرو سائد ، { بِهِ } بأن تتلوه عليهم ، { صَدْرُكَ } مخافة ، { أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ } كما قالوا ، " لولا لوا انزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى كنز أو تكون له جنة يأكل منها " ( الفرقان : 7 ، 8 ) قال بعضهم : ضمير به مبهم يفسره أن يقولوا ، { إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ } ما عليك إلا الإنذار فما بالك يضيق صدرك ، { وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } موكول إلى الله تعالى لا إليك أمر الكل .