جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ} (91)

{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ } أي : جعلوا كتبهم المنزلة عليهم أجزاء ، فأمنوا ببعض وكفروا ببعض ، أو معناه اقتسموا كتبهم وجزءوه أجزاء ، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض ، فعلى هذا من القسمة لا من القسم ، والقرآن يطلق على جميع الكتب السماوية ، وعن بعضهم هم الذين اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن الإيمان برسول الله سلى الله عليه وسلم ويجزءون القرآن ، يقولون : سحر ، ويقولون : مفترى ، ويقولون : أساطير الأولين ، فأنزل الله تعالى بهم خزيا فماتوا شر ميتة ، أو اقتسموا القرآن منهم من قال : سحر ، ومنهم من قال : كذب ، ومنهم{[2664]} من قال : أساطير الأولين ، فعلى هذا الذين جعلوا القرآن عضين بيان المقتسمين ، وهو جمع عضة ، وأصلها عضوة ، فعلة من عضي الشاة ، إذا جعلها أعضاء ، وعن عكرمة العضة السحر بلسان قريش .


[2664]:وأما قول المفسرين إن قريشا استهزءوا واقتسموا، فمن قائل: البعوض لي، ومن قائل: الذباب لي، ومن قائل: النمل لي، ومن قائل: العنكبوت لي، ومن قائل: الأنعام لي، ففيه إشكال، فإن بعض هذه السور مثل البقرة وغيرها مدنية والسورة مكية / 12 وجيز.