وعن ابن عباس أيضا في { جعلوا القرآن عضين } [ 91 ] أي : فرقوه فرقا{[38347]} . وهو مشتق من العضو ، والمحذوف منه على هذا القول واو{[38348]} . والكسائي يذهب إلى أنه من : عضهت الرجل ، إذا رميته بالبهتان . والتصغير على هذا القول الأول " عضية " وعلى قول الكسائي عضيهة{[38349]} . وقال الفراء : العضون في كلام العرب المتفرقون{[38350]} . واستجيز جمعه بالواو والنون عند البصريين ليكون ذلك عوضا مما حذف منه{[38351]} .
وحكى الفراء أن من العرب من يقول : هذه عضينك{[38352]} . فتركه بالياء في{[38353]} كل حال ، ويجعل الإعراب في النون ، بمنزلة ذهبت سنينك{[38354]} في لغة من جعلها{[38355]} بالياء على كل حال وجعل الإعراب في النون . [ قال{[38356]} ] : وهي كثيرة في أسد وتميم وعامر{[38357]} . توهموا أن الواو واو فعول{[38358]} لما وقعت موضع حرف ناقص [ و{[38359]} ] قلبوها ياء لأنها أخف من الواو وجعلوا الإعراب في النون . كما قال بعضهم سمعت{[38360]} لغاتهم . فنصب ، وحق التاء الكسر في النصب والخفض كتاء " مسلمات " . لكن نصبها{[38361]} في موضع النصب كما تقول : سمعت أصواتهم{[38362]} .
فمن قال في التصغير عضيهة ، وجعله على عضين ، قال : فعلت به ما فعلت ببرة برين . وحذفت الهاء كما حذفتها من شفه وأصلها شفهة{[38363]} وتصغيرها [ شفيهة . ومثله شاة وتصغيرها{[38364]} ] شويهة ، وأصلها شاهه وجمعها شياه . كما تقول في شفه : شفاه .
ومن أخذه من عضيت أي : فرقت أعضى تعضية{[38365]} فهو من قول الشاعر : " وليس دين بالمعضى{[38366]} " أي بالمفرق{[38367]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.