فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ} (91)

{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْءانَ عِضِينَ ( 91 ) } .

{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ } جمع عضة وأصلها عضوة فعلة من عضى الشاة إذا جعلها أعضاء وأجزاء فيكون المعنى على هذا : الذين جعلوه أجزاء متفرقة بعضه شعر وبعضه سحر وبعضه كهانة ونحو ذلك ، وقيل مأخوذ من عضهته إذا بهته فالمحذوف منه الهاء لا الواو ، وجمعت العضة على المعنيين جمع العقلاء ، وقيل معنى عضين إيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض ، وقيل العضة والعضين في لغة قريش السحر وهم يقولون للساحر عاضه وللساحرة عاضهة .

وفي الحديث أن رسول الله الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن العاضهة والمستعضهة وفسر بالساحرة والمستسحرة ، والمعنى أنهم أكثروا البهت على القرآن وسموه سحرا وكذبا و أساطير الأولين ، ونظير عضة في النقصان شفة والأصل شفهة وكذلك سنة أصلها سنهة ، قال الكسائي : العضة الكذب والبهتان ، وجمعها عضون وقال الفراء : أنه مأخوذ من العضاة وهي شجرة تؤذي وتجرح كالشوك ، ويجوز أن يراد بالقرآن التوراة والإنجيل لكونهما مما يقرأ ويراد بالمقتسمين هم اليهود والنصارى ، أي جعلوهما أجزاء متفرقة وهو أحد الأقوال المتقدمة .