وقوله : { الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْآنَ عِضِينَ 91 }
يقول : فَرَّقوه إذ جعلوه سِحراً وكذباً وأساطيرَ الأولين . والعِضُونَ في كلام العرب : السحر بعينه . ويقال : عضَّوه أي فَرَّقوه كما تُعضَّى الشاة والجَزُور . وواحدة العِضِين عِضَة رفعها عِضُون ونصبها وخفضها عِضِين . ومن العرب من يجعلها بالياء على كل حال ويعرب نونها فيقول : عِضِينُك ، ومررت بعضِينِك وسنينك وهي كثيرة في أَسَد وتميم . وعامر . أنشدني بعض بني عامر :
ذرانىَ من نَجْدٍ فإن سِنِينَه *** لِعبن بنا شِيبا وشيَّبْننا مُرْدا
متى نَنج حَبْواً من سنينٍ ملحَّةٍ *** نُشمِّر لأُخرى تُنزِلُ الأعصم الفَرْدا
مثل المَقَالِى ضُربت قُلينُها *** . . .
من القُلَة وهي لُعْبة للصبيان ، وبعضهم :
إلى بُرين الصُفْر المَلْوِيات *** . . .
وواحد البُرِينِ بُرة . ومثل ذلك الثُّبين وعِزِينٌ يجوز فيه ما جاز في العِضِين والسنين .
وإنما جاز ذلك في هذا المنْقوص الذي كان على ثلاثة أحرف فنُقصت لامه ، فلما جمعوه بالنون توهّموا انه فُعول إذا جَاءت الواو وهي واوُ جماعٍ ، فوقعت في موضع الناقص ، فتوهّموا أَنها الواو الأصلية وأَن الحرف على فُعُول ؛ أَلا ترى أَنهم لا يقولون ذلك في الصالحين والمسلمين وما أَشبهه . وكذلك قولهم الثبات واللغات ، وربما عرَّبوا التاء منها بالنصب والخفض وهي تاء جماع ينبغي أَن تكون خفضا في النصب والخفض ، فيتوهَّمون أَنها هاء ، وأَن الألف قبلها من الفعل . وأَنشدني بعضهم :
إذا ما جَلاَها بالأُيَام تحيرت *** ثُبَاتاً عليَها ذُلّها واكتئابها
وقال أبو الجراح في كلامه : ما من قوم إلا وقد سمعنا لغاتَهم - قال قال الفراء : رجع أبو الجراح في كلامه عن قول لغاتَهم - ولا يجوز ذلكَ في الصالحات والأخوات لأنها تامّة لم يُنقص من واحدها شيء ، وما كان من حرف نُقِص من أوّله مثل زِنة ولِدة ودِية فإنه لا يقاس على هذا لأن نقصه من أوّله لا من لامه فما كان منه مؤنَّثا أو مذكَّرا فأجرِه على التامّ مثل الصالحين والصالحات تقُول رأيت لداتِك ولِدِيك ولا تقل لِدِينَك ولا لداتَك إلا أن يغلط بها الشاعر فإنه ربما شبّه الشيء بالشيء إذا خرج عن لفظه ، كما لم يُجْرِ بعضهم أبو سمان والنون من أصله من السمن لشبهه بلفظ رَيّان وشبهه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.