قوله : { الذين جَعَلُواْ } فيه أوجه :
أظهرها : أنه نعت ل " المٌقْتَسمِينَ " .
الرابع : أنه منصوبٌ على الذَّمِّ .
الخامس : أنه خبر مبتدأ مضمرٍ .
السادس : أنه منصوب ب " النَّذيرُ المبِينُ " كما قاله الزمخشريُّ .
وهو مردود بإعمال الوصف بالموصوف عند البصريين كما تقدَّم .
و " عِضِينَ " جمع عِضَة ، وهي الفرقة ، والعِضِين : الفِرَق ، وتقدم معنى جعله القرآن كذلك ، ومعنى العِضَة : السِّحر بلغة قريش ، يقولون : هو عَاضهُ ، وهي عَاضِهَة ، قال : [ المتقارب ]
أعُوذُ بِربِّي مِنَ النِّافِثَا *** تِ في عُقَدِ العَاضِهِ المُعْضهِ{[13]}
وفي الحديث : " لَعنَ اللهُ العَاضِهةً والمُسْتعضِهَة " {[14]} ، أي السَّاحربة ، والمسُتسْحِرَة وقيل : هو من العضه ، وهو : الكذب ، والبهتان ، يقال : عَضَهُ عَضْهَاً ، وعضيهةً ، أي : رماه بالهتان ، وهذا قول الكسائي رحمه الله تعالى .
وقيل : هو من العِضَاه ، وهو شجر له شوكٌ مؤذٍ ، قاله الفرَّاء .
وفي لام " عِضَة " قولان يشهد لكلِّ منهما التصريف :
الأول : الواو ، لقولهم : عِضَوات ، واشتقاقها من العضو ؛ لأنه جزء من كل كلمة ولتصغيرها على " عُضيّة " .
الثاني : الهاء ، لقولهم : عُضيهة ، وعَاضَة ، وعَاضِهَة ، وعِضَة ، وفي الحديث " لا تَعْضِية في مِيراثٍ " {[15]} ، وفسِّر : بأم لا تفريق فيما يضر بالورثة تفريقه كسيفٍ يكسر نصفين فينقص ثمنه .
وقال الزمخشريُّ : " عِضِينَ " : أجزاء ، جمع عِضَة ، وأصلها عِضْوَة ، فعلة من عضَّى الشاة ، إذا جعلها أعضاءِ ؛ قال : [ الزاجر ]
وليْسَ دِينُ اللهِ بالمُعَضَّى{[16]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وجمع " عِضَة " على " عِضِين " ، كما جمع سنة ، وثبة ، وظبة وبعضهم يجري النون بالحركات مع التاء ، وقد تقدم تقرير ذلك ، وحينئذ تثبت نوه في الإضافة ، فيقال : هذه عضينك .
وقيل : واحد العِضِين : عِضَةٌ ، وأصلها : عِضْهَةٌ ، فاستثقلوا الجمع بين هاتين ، فقالوا : عِضَةٌ ، كما قالوا : شَفَةٌ ، والأصل : شَفْهَةٌ ، بدليل قولهم : شافهنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.