جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ قَالَ لَهُمۡ هَٰرُونُ مِن قَبۡلُ يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوٓاْ أَمۡرِي} (90)

{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ{[3190]} مِن قَبْلُ } : قبل رجوع موسى ، { يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ } : ابتليتم بالعجل ، { وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ } : لا العجل ، { فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } : في الثبات على الدين .


[3190]:اعلم أن هارون عليه السلام سلك في هذا الوعظ أحسن الوجوه لأنه زجرهم عن الباطل أولا بقوله: "إنما فتنتم به" ثم دعاهم إلى معرفة الله تعالى ثانيا بقوله: "وإن ربكم الرحمن" ثم دعاهم ثالثا إلى معرفة النبوة بقوله: "فاتبعوني" ثم دعاهم إلى الشرائع رابعا بقوله: "وأطيعوا أمري" وهذا هو الترتيب الجيد لأنه لا بد قبل كل شيء من إماطة الأذى عن الطريق وهو إزالة الشبهات ثم معرفة الله تعالى، فإنها هي الأصل ثم النبوة ثم الشريعة ثم إنهم لجهلهم قابلوا هذا الترتيب الحسن في الاستدلال بالتقليد والجحود فقالوا: "لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى" كأنهم قالوا: لا نقبل حجتك ولكن نقبل قول موسى وعادة المقلد ليس إلا ذبك /12 وجيز.