جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ فَٱذۡهَبۡ فَإِنَّ لَكَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَۖ وَإِنَّ لَكَ مَوۡعِدٗا لَّن تُخۡلَفَهُۥۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلۡتَ عَلَيۡهِ عَاكِفٗاۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِي ٱلۡيَمِّ نَسۡفًا} (97)

{ قَالَ } موسى له ، { فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ } : ما دمت حيا ، { أَن تَقُولَ } : مع كل من جاء إليك { لَا مِسَاسَ{[3193]} } : لا ما دمت حيا ، { أن تقول } : مع كل من جاء إليك { لا مساس{[3194]} } لا مخالطة بوجه فتكون وحشيا نافرا منفردا فإنه إذا اتفق أن يمارس أحدا حم الماس والممسوس فتحامى الناس وتحاموه { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا } : لعذابك { لَّنْ تُخْلَفَهُ } : لن يخلفك الله وينجزه لك البتة ، ومن قرأ بكسر اللام فهو من أخلفت الموعد إذا وجدته خلفا { وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ } : ظللت بحذف اللام الأولى { عَلَيْهِ عَاكِفًا } : مقيما على عبادته { لَّنُحَرِّقَنَّهُ } : بالنار فإنه صار لحما ودما أو بالمبرد{[3195]} فهو مبالغة في حرقه إذا برد بالمبرد { ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ } : لنذرينه رمادا أو مبرودا { فِي الْيَمِّ نَسْفًا } : وقد ذكر أنه لم يشرب أحد ممن عبده من ذلك الماء إلا اصفر وجهه كالذهب .


[3193]:وهذه الآية أصل في نفي أهل البدع، والمعاصي، وهجرانهم وأن لا يخالطوا قاله الكرخي/12 فتح.
[3194]:نقله أبو حاتم عن علي بن أبي طالب، ونقل الضحاك عن ابن عباس فإن مآل الحرق تفتت الشيء، وإذا برد بالمبرد يكون مثل الحرق /12 وجيز.
[3195]:نقله أبو حاتم عن علي بن أبي طالب، ونقل الضحاك عن ابن عباس فإن مآل الحرق تفتت الشيء، وإذا برد المبرد مثل الحرق/12 وجيز.