فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ قَالَ لَهُمۡ هَٰرُونُ مِن قَبۡلُ يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوٓاْ أَمۡرِي} (90)

{ ولقد قال لهم هرون } اللام هي الموطئة للقسم ، وجملة مؤكدة لما تضمنته الجملة التي قبلها من الإنكار عليهم والتوبيخ لهم ؛ أي والله لقد نصح لهم هرون { من قبل } أي من قبل أن يأتي موسى ويرجع إليهم { يا قوم إنما فتنتم به } أي وقعتم في الفتنة بسبب العجل وابتليتم به وضللتم عن طريق الحق لأجله . قيل ومعنى القصر المستفاد من إنما هو أن العجل صار سببا لفتنتهم لا لرشادهم ، وليس معناه أنهم فتنوا بالعجل لا بغيره .

{ إن ربكم الرحمن } لا العجل ؛ خص هذا الموضع باسم الرحمن تنبيها على أنهم متى تابوا قبل الله توبتهم لأنه هو الرحمن ومن رحمته أن خلصهم من آفات فرعون { فاتبعوني } في أمري لكم بعبادة الله ، ولا تتبعوا السامري في أمره لكم بعبادة العجل .

{ وأطيعوا أمري } لا أمره