الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدۡ قَالَ لَهُمۡ هَٰرُونُ مِن قَبۡلُ يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوٓاْ أَمۡرِي} (90)

وقرأ العامَّةُ : " إنما فُتِنْتُم " و " إنَّ ربَّكم الرحمنُ " بالكسر فيهما ، لأنهما بعد القول لا بمعنى الظن . وقرأت فرقة بفتحِهما وخُرِِّجت على لغة سُلَيْم : وهو أنهم يفتحون " أنَّ " بعد القول مطلقاً . وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ ، والحسن وعيسى بن عمر بفتح " أنَّ ربَّكم " فقط . وخُرِّجَتْ على وجهين ، أحدهما : أنها وما بعدها بتأويل مصدرٍ في محل رفع خبراً لمبتدأ محذوف تقديرُه : والأمرُ أَنْ ربَّكم الرحمنُ فهو مِنْ عطفِ الجملِ لا مِنْ عطفِ المفرداتِ . والثاني : أنها مجرورةٌ بحرفٍ مقدَّرٍ ِأي : لأنَّ ربَّكم الرحمنُ فاتَّبعوني . وقد تقدَّم القولُ في نظيرِ ذلك بالنسبة إلى هذه الفاء .