جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (7)

{ وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم } فما لهم ينكرون زاعمين أن الرسول لا يكون بشرا ، { فاسألوا أهل الذكر } : أهل الكتاب ، والمشركون يشاورونهم في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- ويثقون بقولهم ، { إن كنتم لا تعلمون }{[3237]} ، أن الرسل بشر ،


[3237]:أن الرسل بشر، والعجيب أنهم يجيزون أن يكون الرب حجرا، ولا يجيزون أن يكون الرسول بشرا، قال الرازي، فأما تعلق كثير من الفقهاء بهذه الآية في أن للعاميّ أن يرجع إلى فتيا العلماء، وفي أن للمجتهد أن يأخذ بقول مجتهد آخر فبعيد، لأن هذه الآية خطاب مشافهة، وهي واردة في هذه الواقعة المخصوصة، ومتعلقة باليهود والنصارى على التعيين. انتهى. وفي الفتح استدل بالآية على أن التقليد جائز وهو خطأ ولو سلم لكان المعنى سؤالهم عن النصوص من الكتاب والسنة لا عن الرأي البحت، وليس التقليد إلا قبول قول الغير دون حجته والمقلد إذا سأل أهل الذكر عن كتاب الله وسنة رسوله لم يكن مقلدا، فالآية دليل الاتباع لا دليل التقليد /12.