فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (7)

{ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ { 7 ) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ { 8 ) ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ { 9 ) لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ { 10 ) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ { 11 ) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ { 12 ) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ { 13 ) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ { 14 ) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ { 15 ) } .

{ رجالا } ذكورا من بني آدم ، بلغوا سن الاكتهال .

{ أهل الذكر } أهل العلم ؛ قال ابن زيد : أهل العلم بالقرآن .

يقول تعالى ذكره لنبيه : وما أرسلناك يا محمد قبلك رسولا إلى أمة من الأمم التي خلت قبل أمتك إلا رجالا مثلهم نوحي إليهم ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونهينا لا ملائكة ؛ فماذا أنكروا من إرسالنا إليهم ؟ وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم ؛ وقوله : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }{[2113]} . . . عن قتادة : فاسألوا أهل التوراة والإنجيل قال أبو جعفر : أراه أنا قال : يخبركم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق . . . قال ابن زيد في قوله : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } قال : أهل القرآن ؛ والذكر : القرآن ؛ وقرأ : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ){[2114]} . { وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين } وما جعلنا الأنبياء قبلك لا يأكلون ولا يشربون بل كانوا كسائر البشر يأكلون ويموتون ؛ [ فلعلهم اعتقدوا خلود الملائكة لا أقل من العمر الطويل ؛ ولابد من تقدير مضاف محذوف ، أي : وما جعلنا الأنبياء قبلك ذوي جسد غير طاعمين ، وإلا قيل : وما جعلنا لهم جسدا ، ووحد الجسد لإرادة الجنس . . ]{[2115]} .


[2113]:يقول للقائلين في محمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم: هل هذا إلا بشر مثلكم فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل، ما كانوا يخبروكم عنهم؛ هكذا أورد الطبري.
[2114]:سورة الحجر. الآية 9.
[2115]:ما بين العلامتين [ ] من تفسير غرائب القرآن.