جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَاهِيَةٗ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلۡ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ} (3)

{ لاهية قلوبهم } حال كونهم مشغولين بدنياهم ، لا يصغون إلى القرآن ، ذو الحالين واحد ، أو حال من فاعل يعلبون { وأسرّوا النجوى } : بالغوا في إخفائها أو تناجوا وأخفوا نجواهم ، فلا يفطن{[3235]} أحد لتناجيهم ، { الذين ظلموا } بدل من فاعل أسروا ، أو منصوب على الذم ، أو مبتدأ خبره أسروا النجوى ، وضع الذين ظلموا موضع هؤلاء تسجيلا على فعلهم بأنه ظلم ، { هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون } هذا الكلام كله في موضع النصب بدل من النجوى ، أو مفعول لقول مقدر ، استدلوا على كذبه في النبوة بأنه بشر ، لأن زعمهم أن الرسول لا يكون إلا ملكا ، فلا بد أن تكون المعجزة بمقتضى عقيدتهم سحرا ، فلذلك قالوا إنكارا : أفتحضرون السحر وأنتم تعاينون أنه سحر ،


[3235]:- إشارة إلى دفع إشكال ما قيل: إن التناجي لا يكون إلا خفية، فما معنى قوله: {وأسروا النجوى} بوجهين: الأول: إن الإسرار واقع على ما تناجوا به من القول، والثاني: إنه واقع على الحدث أعني: التناجي وهذا أظهر /12 منه.