الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (7)

قوله : { نُّوحِي إِلَيْهِمْ } : قرأ حفصٌ " نُوْحي " بنون العظمة مبنياً للفاعلِ أي : نوحي نحن . والباقون بالياء وفتحِ الحاء مبنياً للمفعولِ ، وقد تقدَّم ذلك في يوسف . وهذه الجملةُ في محلِّ نصبٍ نعتاً ل " رِجالاً " و " إليهم " في القراءةِ الأُوْلى منصوبُ المحلِّ . والمفعولُ محذوفٌ أي : نُوحي إليهم القرآنَ أو الذِّكْرَ ، ومرفوعُ المحلِّ في القراءةِ الثانيةِ لقيامِه مَقامَ الفاعلِ .

قوله : { إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } جوابُ الشرطِ محذوفٌ لدلالةِ ما تقدَّم عليه أي : فاسْأَلوهم ، حُذِفَ لدلالةِ ما تقدَّم عليه . ومفعولا العِلْمِ يجوز أَنْ يُرادا أي : لا تَعْلمون أنَّ ذلك كذلك ، ويجوزُ أن لا يُرادا أي : إنْ كنتم مِنْ غيرِ ذوي العلمِ .