جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{بَلۡ قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرٞ فَلۡيَأۡتِنَا بِـَٔايَةٖ كَمَآ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ} (5)

{ بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر{[3236]} } اقتسم المشركون القول في القرآن ، فقيل : سحر وقيل : تخاليط أحلام وأباطيل خيلت إليه ، وخلطت عليه ، وهذا أبعد فسادا من الأول ، وقيل : هو مفترى اختلقها من تلقاء نفسه ، وهذا أفسد من الثاني : وقيل : كلام شعري يخيل إلى السامع معاني لا حقيقة لها ، وهو أفسد من الثالث ، لأنه كذب مع علاوة فلذلك جاء ببل تنزيلا من الله لأقوالهم في درج الفساد ، { فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } أي : كما أرسل به الأولون ، كاليد البيضاء ، والناقة وغيرهما ،


[3236]:قيل: جاز أن يكون هذا بيانا لكونهم غير ثابتين في شأن القرآن بشيء، بل متحيرون، مرة يقولون: هذا أمره، ذلك كما هو شأن المبطل أنه رجاع غير ثابت على شيء واحد /12 منه.