الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (7)

ثم قال : { وما أرسلنا قبلك إلا رجالا يوحى إليها } أي : وما أرسلنا قبلك يا محمد من الرسل إلا رجالا مثل الأمم المرسل إليها . يوحي الله{[45754]} إليهم ما يريد . أي : لم يرسل ملائكة ، فما أنكر هؤلاء من إرسالك إليهم وأنت رجل مثلهم ؟

وهذا جواب لقول المشركين : { هل هذا إلا بشر مثلكم } .

ثم قال : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }[ 7 ] .

أي : اسألوا : أهل الكتب التي نزلت قبل كتابكم ، يخبرونكم أنه لم تكن الرسل التي أتتهم بالكتب إلا رجال مثلهم .

قال سفيان : ( يريد : اسألوا من أسلم من أهل التوراة والإنجيل ){[45755]} .

ويراد بالذكر : التوراة والإنجيل .

وروي عن عبد الله بن سلام{[45756]} : أنه قال : ( نزلت في { فاسألوا أهل الذكر } فهذا يدل على أن ( الذكر ) التوراة .

وقال قتادة : { أهل الذكر } : ( أهل التوراة ){[45757]} .

وقيل{[45758]} : { أهل الذكر } ( أهل القرآن ) من آمن منهم .

وقال علي : ( نحن أهل الذكر ){[45759]} .

وقال ابن زيد : ( الذكر : القرآن . لقوله : { إنا نحن نزلنا الذكر } ){[45760]} .


[45754]:اسم الجلالة ساقط من ز.
[45755]:انظر: تفسير القرطبي 11/272.
[45756]:ع: سالم. (تحريف) والصحيح ما أثبتناه من ز. وهو عبد الله بن سلام بن الحارث، أبو يوسف الإسرائيلي (رضي الله عنه) حليف الأنصار. انظر: ترجمته في (الإصابة 4/80 وتذكرة الحفاظ 1/26.
[45757]:انظر: جامع البيان 17/5.
[45758]:قال الفخر الرازي عن هذا القول في تفسيره 22/144: (ومن الناس من قال: المراد بأهل الذكر أهل القرآن، وهو بعيد، لأنهم كانوا طاعنين في القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم.
[45759]:انظر: جامع البيان 17/5 وتفسير القرطبي 11/272.
[45760]:انظر: المصدر السابق.