جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (41)

{ ظَهَرَ{[3964]} الْفَسَادُ } كالجدب وقلة الأمطار ، وقلة الريح وكثرة الوباء ، والمحن ومحق البركات ، { فِي الْبَرِّ } : الفيافي ، { وَالْبَحْرِ } : الأمصار والعرب تسمى الأمصار البحار أو المراد منهما المعروفان ، وقالوا :إذا انقطع القطر عميت دواب البحر وخلت أجواف الأصداف ، { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } : من المعاصي ، { لِيُذِيقَهُم بَعْضَ } أي : جزاء بعض ، { الَّذِي عَمِلُوا } : في الدنيا واللام للعلة متعلق بظهر ، { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون{[3965]} } : عما هم عليه ،


[3964]:ولما ذكر دلائل الوحدة، ونفى الشرك وظهر من الكلام عنادهم ولجاجهم في ارتكاب ما لا يرضى به الله تعرض لبيان ما يستلزمه في الدنيا فقال: {ظهر الفساد} وبارتفاع البركات وحدوث الرزايا والفتن أو غلبة الكفار /12 وجيز.
[3965]:يعني أنه تعالى أفسد أسباب دنياهم ومحقها ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بها جميعا في الآخرة لعلهم يرجعون فلا يذيقهم الباقي / 12 وجيز.