ثم قال تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس } أي : ظهرت المعاصي لله في الأرض وبحرها بذنوب الناس .
قال مجاهد وعكرمة : البحر هنا الأمصار ، والبر : الفلوات ، ظهرت / فيها معاصي ابن آدم {[54797]} .
وقال قتادة : هذا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، امتلأت الدنيا ضلالة وظلمة ، فلما بعث النبي عليه السلام رجع راجعون من الناس ، قال أما البر فأهل العمود أما البحر فأهل القرى والريف {[54798]} .
والتقدير على هذه الأقاويل : ظهر الفساد في مواضع البر والبحر .
وقيل : المعنى ظهر الفساد في مدن البر ومدن البحر .
والفساد : الجدب {[54799]} بذنوب بني آدم .
وقيل : الفساد ظهور المعاصي فيها وقطع السبيل والظلم .
وعن مجاهد : أن البر القرى والأمصار ، والبحر بحر الماء المعروف قال : في البر : ابن آدم الذي قتل أخاه ، وفي البحر : الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا {[54800]} .
وهو قول ابن أبي نجيح {[54801]} {[54802]} .
وعن ابن عباس أنه قال : الفساد نقصان البركة بأعمال العباد حتى يتوبوا .
فالمعنى على هذا : ظهر الجدب في البر والبحر ، وظهور الفساد في البحر انقطاع مادة صيده وذلك بذنوب بني آدم {[54803]} .
وقال الحسن : أفسد الله بذنوبهم بر الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة لعلهم يرجعون {[54804]} ، أي : يرجع من يأتي بعدهم .
ثم قال تعالى : { ليذيقهم بعض الذي عملوا } أي : ليصيبهم بعقوبة بعض ذنوبهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.