محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (41)

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } أي كثرة المضار والمعاصي على وجه الأرض وعلى ظهر السفن في لجج البحر { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } أي من الآثام والموبقات ففشا الفساد وانتشرت عداوة وتوارثه جيل عن جيل أينما حلوا وحيثما ساروا { لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } اللام للعاقبة ، أي ظهور الشرور بسببهم ، مما استجيبوا به أن يذيقهم الله وبال أعمالهم ، إرادة الرجوع . وقيل اللام للعلة ، على معنى أن ظهور الجدب والقحط والغرق بسبب شؤم معاصيهم ، ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا ، قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة ، لعلهم يرجون عما هم عليه . كقوله تعالى {[6078]} : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }


[6078]:(42 الشورى 30).