جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (43)

{ فلولا إذا جاءهم بأسُنا تضرّعوا } ، حاصله نفي التضرع{[1403]} ، لكن جاء ب ( لولا ) ليفيد أنه لم يكن لهم عذر سوى العناد والقساوة ، لأن ( لولا ) يفيد اللوم والتنديم ، وذلك إنما يحسن إذا لم يكن في ترك الفعل عذر ، وعنه مانع ، { ولكن قست قلوبهم } : ما رقت ، { وزيّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون{[1404]} } : فأصروا عليه .


[1403]:فعدم التضرع لقسوة قلوبهم فقلوبهم كالحجارة أو أشد ولفظة لكن واقع بين الضدين بحسب الحقيقة أعني اللين والقسوة/12 وجيز.
[1404]:يعني الحامل على ترك التضرع قسوة القلب، والإعجاب بالأعمال التي كان الشيطان سببها في تحسينهم لهم/12 وجيز.