جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنۡهَا وَمِن كُلِّ كَرۡبٖ ثُمَّ أَنتُمۡ تُشۡرِكُونَ} (64)

{ قل{[1436]} الله ينجّيكم منها } : الظلمة ، { ومن كل كرب } : غم سواها ، { ثم أنتم تشكرون{[1437]} } : فلا تشكرون{[1438]} .


[1436]:أمره بالمسابقة إلى الجواب لأنه أمر متفق عليه، فيكون هو –صلى الله عليه وسلم– سبق إلى الخير والاعتراف بالوحدانية/12 وجيز.
[1437]:وإنما وضع تشركون موضع لا تشكرون تنبيها على أن من أشرك في عبادة الله تعالى فكأنه لم يعبده رأسا/12 بيضاوي.
[1438]:ولفظ الآية يدل على أنه عند حصول هذه الشدائد يأتي الإنسان بأمور أحدها الدعاء، وثانيها التضرع، وثالثها الإخلاص بالقلب، وهو المراد من قوله: (وخفيه)، ورابعها التزم الاشتغال بالشكر وهو المراد من قوله (لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) (يونس: 22)، ثم بين تعالى أنه ينجيهم تلك المخاوف، ومن سائر موجبات الخوف والكرب، ثم إن ذلك الإنسان يقدم على الشرك ونظير هذه الآية قوله: (ضل من تدعون إلا إياه) (الإسراء: 67)، وقوله: (وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين) (يونس: 22)، وبالجملة فعادة أكثر الخلق ذلك إذا شاهدوا الأمر الهائل أخلصوا وإذا انتقلوا إلى الأمن والرفاهية أشركوا به/12 كبير.