جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَلَٰكِن ذِكۡرَىٰ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (69)

{ وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء } : ما عليهم شيء مما يحاسبون عليه أي : من آثام الخائضين إن قعدوا معهم ، { ولكن ذكرى } أي : لكن عليهم أن يذكروهم ، ويمنعوهم ، ويعظوهم ، { لعلهم يتقون } : يجتنبون الخوض كراهة لمساءتهم نقل أنه لما نزل النهي عن مجالستهم قال المسلمون : إذا لم نستطع أن نجلس في الحرم ونطوف فإنهم يخوضون أبدا ، فنزلت رخصة لهم في القعود بشرط التذكير ، قال كثير من السلف : هذا منسوخ بآية النساء المدنية ، وهي قوله : ( إنكم إذا مثلهم ) ( النساء : 140 ) ، وفي رواية قال المسلمون : نخاف الإثم حين نتركهم ولا ننهاهم وحينئذ معنى قوله : ( ولكن ذكرى ) أي : ولكن عليكم التجنب وتذكر النهي لعلهم يتقون حين يروا إعراضكم عنهم ، وصح عن سعيد ابن جبير : إن معناه ما عليكم أن يخوضوا في آيات الله شيء من حسابهم إذا تجنبتم ، وأعرضتم عنهم أي : عليكم الإعراض .