فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنۡهَا وَمِن كُلِّ كَرۡبٖ ثُمَّ أَنتُمۡ تُشۡرِكُونَ} (64)

قوله : { قُلِ الله يُنَجّيكُمْ منْهَا وَمِن كُلّ كَرْبٍ } قرأ الكوفيون وهشام { يُنَجّيكُمْ } بالتشديد ، وقرأ الباقون بالتخفيف ، وقراءة التشديد تفيد التكثير . وقيل : معناهما واحد ، والضمير في { مِنْهَا } راجع إلى الظلمات . والكرب : الغم يأخذ بالنفس ، ومنه رجل مكروب . قال عنترة :

ومكروب كشفت الكرب عنه *** بطعنة فيصل لما دعاني

{ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } بالله سبحانه بعد أن أحسَن إليكم بالخلوص من الشدائد ، وذهاب الكروب ، شركاء لا ينفعونكم ولا يضرّونكم ، ولا تقدرون على تخليصكم من كل ما ينزل بكم ، فكيف وضعتم هذا الشرك موضع ما وعدتم به من أنفسكم من الشكر ؟

/خ65