جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ} (65)

{ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا{[1439]} من فوقكم } : كما فعل بعاد وثمود وقوم لوط ونوح ، { أو من تحت أرجلكم } : كالخسف ، والزلزلة نقل عن عباس –رضي الله عنهما– عذاب الفوق أمراء السوء والتحت خدم السوء ، { أو يلبسكم شيعا } : يخلطكم فرقا مختلفين على أهواء شتى ، { ويُذيق{[1440]} بعضكم بأس بعض } : يسلط بعضكم على بعض بالعذاب ، والقتل وفي الحديث الصحيح ( سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألت أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطانيها ، وسألت أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها ، وسألت أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها{[1441]} ) ، { انظر كيف نُصرّف الآيات } : نوضحها ونكررها ، { لعلهم يفقهون } : لكي يفهموا ويتدبروا .


[1439]:يعني كما أن المنجي من المهالك هو الله وحده هو الموقع فيها وحده/12 وجيز.
[1440]:ذكر الإذاقة التي للمطعوم مبالغة في أن الشدة تصل إلى باطنهم/12.
[1441]:رواه الترمذي والنسائي وابن حبان/12 وجيز [أخرجه الترمذي (2280) وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الترمذي) (1767) وأصل الحديث في مسلم في (الفتن وأشراط الساعة) (5/740) ط الشعب.