جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّـٰكِرِينَ} (53)

{ وكذلك } : مثل ذلك الفتن العظيمة { فتنّا } ابتلينا ، { بعضهم ببعض{[1420]} ليقولوا } : رؤساء قريش قالوا في شأن فقراء المسلمين وضعفائهم : { أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا } إنكار لأن يخصهم الله بهداية ونعمة كما قالوا : ( لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) ( الأحقاف : 11 ) ، واللام للعاقبة للتعليل ، { أليس الله بأعلم بالشاكرين{[1421]} } ؛ هذا جواب لقولهم أي : الله أعلم بمن يشكر الإيمان وطبعه مستقيم فيهديه .


[1420]:قال العلامة: ليس القصد إلى مشبه ومشبه به، بل هذا كقولك: ضربته كذلك أي: هذا الضرب المخصوص، ومثله كثير في تركيب البلغاء/12 وجيز.
[1421]:والشاكرين وقع في غاية من الحسن إذ تقدم معنى الإنعام في قولهم: (منّ الله عليهم) فناسب لفظ الشكر/12 وجيز.