جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (68)

{ وإذا رأيت{[1443]} الذين يخوضون في آياتنا } : بالطعن والاستهزاء ، { فأعرض عنهم } : اترك مجالستهم ، { حتى يخوضوا في حديث{[1444]} غيره } : الضمير للآيات باعتبار القرآن ، { وإما يُنسينّك الشيطان } : النهي عن مجالستهم بوساوسه{[1445]} ، { فلا تقعد بعد الذكرى{[1446]} } : بعد أن تذكر ، { مع القوم الظالمين } ، معهم فإنهم ظلمة لوضع التكذيب ، والسخرية موضع التصديق والتعظيم .


[1443]:ولما أمره بما يقول عند تكذيب قومه أمره بما يفعل حين تكذيبهم فقال: (إذا رأيت)/12.
[1444]:وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وتقليداتهم الفاسدة وبدعهم الكاسدة فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم وذلك يسير عليه غير عسير، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما ينسبون به شبهة يشبهون بها على العامة فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر/12 فتح.
[1445]:فمفعوله الثاني محذوف/12.
[1446]:بعد التذكر ومصدر وألفه للتأنيث قيل: لم يجيء مصدر على فعلى غير الذكرى/12 وجيز.