جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلۡـَٰٔنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمۡ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمۡ ضَعۡفٗاۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغۡلِبُواْ مِاْئَتَيۡنِۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْ أَلۡفَيۡنِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (66)

{ الآن خفف الله عنكم } نزلت لما ثقلت على المسلمين مقابلة الواحد مع العشرة ، فنسها وخفف عنهم { وعلم أن فيكم ضعفا } في البدن أو في البصيرة ، فإن في بعضهم ضعف البصيرة { فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين{[1896]} } أي : إن كانوا على الشطر من عدوهم لم يجز الفرار ، وإلا جاز ولم يجب القتال ، ثم اعلم أنه ذكر في الأول العشرين والمائة ، وفي الثاني المائة والألف ، للدلالة ، أن حكم القليل والكثير واحد { بإذن الله } بأمره وإرادته { والله مع الصابرين{[1897]} } : بالنصر والظفر .


[1896]:قال سفيان وابن شبرمة: وأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا، إن كان رجلين أمرهما، وإن كانوا ثلاثة فهو في سعة من تركهم/12 فتح كذا في المعالم.
[1897]:ولما كان الصبر شديد المطلوبية أثبت في أول جملتي التخفيف، وحذف من الثانية ثم ختم الآية: "والله مع الصابرين" مبالغة في أن الصبر هو الأصل، والعمدة في الغلبة/12 وجيز.