جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيٓ أَيۡدِيكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰٓ إِن يَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمۡ خَيۡرٗا يُؤۡتِكُمۡ خَيۡرٗا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (70)

{ يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا } بأن يتعلق علم الله بحصول إرادة إيمان وإخلاص فيها { يؤتكم } إن أسلمتم { خيرا مما أخذ منكم } : من الفداء { ويغفر لكم } ما صدر قبل الإسلام منكم { والله غفور رحيم } نزلت في عباس وأصحابه ، أسروا يوم بدر{[1899]} وأخذ منهم الفداء ، وكان العباس بعد ذلك يقول : أعطاني الله مكان عشرين أوقية أفديتها لنفسي ولابني أخي كانت معي ، والتمست من النبي- عليه الصلاة والسلام - أن يحاسبني من جملة فدائي وفداء ابني أخوي فأبى فأبدلني الله في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده ما يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله .


[1899]:لما أخذ العباس طلب منه فدائه وفداء أقاربه، فقال: ما ذاك عندي، قال - عليه الصلاة والسلام-: فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل؟ فقال: والله لأنت رسول الله!! إن هذا الشيء ما علمه غيري وغيرها، قال: فاحسب لي ما أصبتم من عشرين أوقية من مال كان معي، فقال عليه الصلاة والسلام: لا ذاك شيء أعطانا الله تعالى"/12 منه، أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراءهم، بعثت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء أبي العاص، وبعثت فيه بقلادة فلما رآها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- رق رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها"/12 فتح.