جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (64)

{ يا أيها النبي حسبك الله } : كافيك { ومن اتبعك{[1892]} من المؤمنين } مفعول معه ، أي : محسبك{[1893]} مع المؤمنين الله ، أو عطف على " الله " ، نزلت في غزوة بدر ، وقال بعضهم : نزلت حين أسلم عمر ، ثم اعترض عليه بأن الأنفال كلها مدنية{[1894]} ، وإسلام عمر قبل الهجرة فلا يصح هذا .


[1892]:اختلفوا في محل "من"، فقال أكثر المفسرين: محله خفض عطفا على الكاف في قوله: "حسبك" معناه: حسبك الله وحسب من اتبعك/12 معالم.
[1893]:الله، كما تقول: حسبك وزيدا درهم، والمعنى: كافيك وكافي المؤمنين وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية أي: وحده حسبك، وحسب المؤمنين الذين اتبعوك ومن قال: إن المعنى أن الله والمؤمنين حسبك، فقد ضل بل قوله من جنس الكفر، فإن الله وحده هو حسب كل عبد مؤمن، والحسب الكافي كما قال الله تعالى: "أليس الله بكاف عبده" [الزمر: 36] وقال تعالى "وقالوا حسبنا الله" [آل عمران: 173]، [التوبة: 59] ولم يقل ورسوله "وقالوا إنا إلى الله راغبون" [التوبة: 59] ولم يقل هنا وإلى رسوله انتهى/ 12 فتح.
[1894]:لم يستثنوا منها شيئا، صرح بهذا كثير من المفسرين، وبه قال الحسن لا عكرمة وجابر بن زيد وعطاء وعبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت، وعن ابن عباس أنه قال: نزلت في بدر، وفي لفظ: تلك سورة بدر كذا في الفتح/12.