ثم خفف تعالى ذلك عن المؤمنين ، فقال : { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا }[ 66 ] ، أي : تضعفون عن أن يلقى الواحد منكم عشرة منهم ، { فإن تكن منكم مائة صابرة }[ 66 ] ، على المكاره عند لقاء العدو ، { يغلبوا مائتين } من العدو { وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله } ، أي : بمعونته { والله مع الصابرين }{[27780]} .
قال عطاء{[27781]} : لما نزلت الآية الأولى{[27782]} ، ثقل ذلك على المسلمين ، وأعظموا أن يقاتل عشرون منهم مائتين ، ومائة ألفا فخفف [ الله ]{[27783]} ذلك عنهم ، فنسخها بالآية الأخرى{[27784]} فردهم يقفون إلى من هو مثلا عددهم ، فإن ( كان ){[27785]} المشركون أكثر من المسلمين ، لم يلزم المسلمين الوقوف لهم ، وحل لهم أن يتحوّزوا عنهم{[27786]} .
وقاله : عطاء{[27787]} ، وعكرمة ، والحسن ، والسدي{[27788]} .
وقيل : إن هذا من الله تخفيف ، وليس بنسخ ، فإنه لم يقل : لا يقاتل الواحد العشرة ، إنما خفف عنهم ما كان فرض عليهم ، ونظير ذلك : إفطار الصائم في السفر ، إنما{[27789]} هو تخفيف ، ولا يقال له نسخ ، ألا ترى أنه لو صام لم يأثم ، وأجزأه صومه{[27790]} .
ومن قرأ : { وإن{[27791]} تكن منكم مائة } ، ب : " التاء " {[27792]} ، فعلى تأنيث اللفظ{[27793]} .
ومن قرأ ب : " الياء " {[27794]} ، فلأنه تأنيث غير حقيقي ، إذ المعنى : مائة رجل{[27795]} .
وقرأ أبو جعفر{[27796]} : { وعلم أن فيكم ضعفا } ، بالمد ، جمع ضعيف{[27797]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.