معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ} (34)

وقوله : { قَوْلَ الْحَقِّ 34 }

في قراءة عبد الله ( قالُ اللّهِ الحقُّ ) والقول والقالُ في معنى واحد .

والحقّ في هذا الموضع يراد به الله . ولو أريد به قول الحقّ فيضاف القول إلى الحقّ ومعناه القول الحق كان صَوابا كما قيل : { إنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ اليَقِين } فيضاف الشيء إلى مثله ومثله قول الله { وَعْدَ الصِّدْقِ الذي كانُوا يُوعَدُونَ } ومعناه الوعد الصدق . وكذلك { ولَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ } إنما هو : والدار الآخرةُ .

وقد قرأت القراء بالنصب ( قَوْلَ الحقّ ) وهو كثير يريدون به : حَقّاً . وإن نصبت القول وهو في النيِّة من نعت عيسى كان صَوَابَا ، كأنك قلت : هذا عبد الله أخاه بعينه . والعرب تنصب الاسم المعرفة في هذا وذلكَ وأخواتهما . فيقولون : هذا عبد الله الأَسَدَ عادياً كما يقولونَ : أسداً عاديا .