الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمۡتَرُونَ} (34)

ثم قال تعالى : { ذلك عيسى ابن مريم قول الحق }[ 34 ] . أي : هذا الذي وصفت لكم صفته ، وأخبرتكم خبره هو عيسى ابن مريم .

ثم{[44212]} قال : { قول الحق } من رفع القول{[44213]} . فعلى خبر الابتداء . أي هذا الكلام الذي قصصته عليكم قول الحق . أي قول الله ، ف{[44214]}{ الحق } هو الله . أي هو كلامه لا كلام غيره من اليهود والنصارى فيما ادعوا في عيسى من الكذب والبهتان/ .

ومن نصبه{[44215]} ، فعلى المصدر . أي : أقول قول الحق ، لا قول اليهود ، الذين زعموا أن عيسى عليه السلام كان ساحرا كذابا . ولا قول النصارى ، أنه ولد الله تعالى وجل وعز عن ذلك{[44216]} .

قال مجاهد : { قول الحق } . الحق : الله{[44217]} .

أي : قول الله{[44218]} هو الحق . فمن رفع القول{[44219]} حسن أن يقف على مريم ، ثم يبتدئ ( قول الحق ){[44220]} أي هذا قول الله{[44221]} .

ومن نصب ، لم يحسن الوقف على مريم{[44222]} ، لأن ما قبله قد قام مقام الفعل الناصب ل : ( قول ) وقد أجازه{[44223]} أبو حاتم{[44224]} على إضمار ناصب لقول الحق ، كأنه ابتدأ : أقول{[44225]} قول الحق{[44226]} .

وقوله{[44227]} : { الذي فيه يمترون } أي : يشكون ويختصمون من المراء وهو الخصام والجدال{[44228]} .

قال قتادة : امترت فيه اليهود ، فقالوا : ساحر كذاب ، وامترت فيه النصارى ، فزعموا أنه{[44229]} ابن الله . وذلك أن بني إسرائيل اجتمعوا فأخرجوا منهم أربعة نفر . أخرج{[44230]} كل قوم عالمهم ، فامتروا في عيسى حين رفع ، فقال{[44231]} أحدهم : هو الله هبط إلى الأرض ، فأحيا من أحيا ، وأمات من أمات ، ثم صعد إلى السماء ، وهم اليعقوبية فقال له الثلاثة : كذبت ، ثم قال اثنان منهم للثالث{[44232]} : قل أنت فيه . قال{[44233]} : فقال : هو ابن الله وهم النسطورية . فقال له{[44234]} الاثنان : ثم قال أحد الاثنين للآخر : قل فيه . فقال هو ثالث ثلاثة . الله إله{[44235]} ، وهو إله{[44236]} ، وأمه إله{[44237]} . وهم الاسرائيلية ملوك النصارى . قال له الرابع : كذبت هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه{[44238]} ، وهم المسلمون . فكان لكل واحد منهم أتباع على ما قال . فاقتتلوا فظهر على المسلمين ، فذلك{[44239]} قوله تعالى : { ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس }{[44240]} .

قال قتادة : وهم الذين قال الله تعالى فيهم : { فاختلف الأحزاب من بينهم } يعني : اختلفوا فصاروا أحزابا{[44241]} .


[44212]:ثم سقط من ز.
[44213]:ز: الحق (تحريف).
[44214]:ز: والحق.
[44215]:انظر: الحجة لابن خالويه: 238.
[44216]:ز: تعالى الله عن ذلك.
[44217]:انظر: الدر المنثور 4/271.
[44218]:الحق الله. أي قول الله سقط من ز، بسبب انتقال النظر.
[44219]:ز: الحق (تحريف).
[44220]:ز: الله الحق.
[44221]:قال مكي في الكشف 2/88 (قرأه ابن عامر وعاصم بالنصب. ورفع الباقون) وانظر: التيسير 149 والمكتفى 244 والقطع والائتناف 454 وإيضاح الوقف والابتداء 763.
[44222]:انظر: المكتفى 244 وإيضاح الوقف والابتداء 764.
[44223]:ز: أجاز، بإسقاط الهاء.
[44224]:هو أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (ت 250 هـ). انظر: ترجمته في نزهة الألباء 145 وتهذيب التهذيب 4/257.
[44225]:أقول سقطت من ز.
[44226]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/315 والقطع والائتناف 454.
[44227]:ز: قوله.
[44228]:ز: الجدال والخصام.
[44229]:ز: فيه.
[44230]:ز: خرج، (تحريف).
[44231]:ز: قال.
[44232]:ز: الثاني للثالثة.
[44233]:قال سقطت من ز.
[44234]:في ع فقال لهم. والتصحيح من ز.
[44235]:ز: الله.
[44236]:انظر: المصدر السابق.
[44237]:انظر: المصدر السابق.
[44238]:ز: وروحه وكلمته.
[44239]:ز: بذلك (تصحيف).
[44240]:انظر: هذه الرواية في جامع البيان 16/83 و84 باختلاف لفظ واتفاق معنى. وتفسير القرطبي 11/106 وابن كثير 3/121 والدر المنثور 4/271.
[44241]:انظر: جامع البيان 16/84 وتفسير القرطبي 11/106 وتفسير ابن كثير 3/121 والدر المنثور 4/271.